روائع مختارة | قطوف إيمانية | نور من السنة | لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > نور من السنة > لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله


  لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله
     عدد مرات المشاهدة: 7873        عدد مرات الإرسال: 0

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله، يدَّعُون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم» رواه البخاري: 7378. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله إنهم ليجعلون له ولداً وشريكاً وهو يرزقهم ويعافيهم».

صبر الله تعالى لا يماثل صبر المخلوق، بل يختلف عنه من وجوه، منها: أنه عن قدرة تامة، وأنه لا يخاف الفوت، والعبد إنما يستعجل لخوف الفوت، وأنه تعالى لا يلحقه بصبره ألم، ولا حزن، ولا نقص بوجه من الوجوه، وظهور أثر هذا الاسم الكريم مشهودا في العالم بالعيان، كظهور اسمه تعالى الحليم.

والفرق بين الصبر والحلم: أن الصبر ثمرة الحلم، وموجبه، والحلم في صفاته تعالى أوسع من الصبر، ولهذا جاء في القرآن في مواضع كثيرة، وجاء مقروناً مع اسمه العليم، كقوله تعالى: {وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ} [النساء:١٢]، وحلمه تعالى من لوازم ذاته -عدة الصابرين لابن القيم 276.

قوله: «ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله..» هذا فيه إثبات صفة القوة له سبحانه، بخلاف المخلوق، فإنه لا يصبر على من أساء إليه، وهذا الأذى لا يضر الله تعالى، فلا يلزم من الأذى: الضرر، فهو أذى، ولا يلزم منه الضرر -شرح الشيخ الغنيمان لفتح المجيد.

ودل قوله: «ثم يعافيهم، ويرزقهم» على فضله على عباده بالعافية والرزق، وأن كل ما يقع بأيديهم من رزقه، فهو الذي هيأ أسبابه ويسر طرقه -شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للشيخ عبد الله الغنيمان.

ولهذا كان معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول: لا ترحموا النصارى، فإنهم سبُّوا الله مسبة ما سبَّه إياها أحد من البشر، فجاءت هذه الشريعة الحنيفية القرآنية وحرمت أن يُتكلم في حق الله بإسم ابن أو ولد سداً للذريعة، كما منعت أن يسجد أحد لغير الله، وإن كان على وجه التحية، كما منعت أن يصلي أحد عند طلوع الشمس وغروبها لئلا يشبه عُبَّاد الشمس والقمر، فكانت بسدها للأبواب التي تجعل لله فيها الشريك والولد أكمل من غيرها من الشرائع، كما سدَّت غير ذلك من الذرائع، مثل تحريمها قليل المسكر لأنه يجرُّ إلى كثيره -الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح.

إخوتي الكرام، دل الحديث على خطر الشرك بالله عز وجل، سواء بادِّعاء أن له ولداً تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، أو بإتخاذ الأنداد والشفعاء، أو غير ذلك من صور الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله عز وجل، فلو كان هذا الشرك هيناً لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله».

فينبغي الحذر من صور الشرك كلها، وأن يغار المسلم أن يُنْسَب لله الولد والصاحبة والشريك والند، فلو أن أحدنا نُسِب إليه زوراً وبهتاناً ما ليس فيه لما صبر على هذا الأمر، فكيف ينسبون لله الواحد القهار ما ليس لهم به علم؟ وهو سبحانه مع ذلك يرزقهم ويعافيهم.

اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين، الذين رضيت عنهم وأرْضَيْتَهم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المصدر: موقع دعوة الأنبياء.